هم الشهداء وحدهم، هم أمل الأمة في النهضة والتحرير، أسماؤهم تنقش على صدر الوطن المجروح، تعلوا هامتنا بهم، يفتخر كل إنسان في بيته شهيد، فمباركة فلسطين المقدسة التي تخرج الشهيد تلو الشهيد، مباركة هي الشهادة التي تأبى أن تفارق أبناء شعبنا الفلسطيني، مبارك كل من ارتقى إلى العلا شهيداً، وحلقت روحه في عنان السماء، فالسلام الى كل الشهداء، السلام على روحك يا شهيدنا عيد عفانة يا من سرت على نهج الشهداء.
والسلام السلام على من باعوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وتركوا متاع الدنيا الزائل وطلبوا ما عند الله الباقي، فتحية جهادية عظيمة لكل مجاهد خرج يجاهد في سبيل الله ليحرر أرض فلسطين كل فلسطين من دنس العدو الصهيوني المجرم.
الميلاد والنشأة...
ولد شهيدنا المجاهد عيد في 1/10/1964م، لأسرة فلسطينية محافظة بسيطة هجرها الاحتلال الصهيوني من بلدتها الأصلية 'بـريـر' لتستقر في بلدة تل الزعتر شمال غزة.
نشأ شهيدنا المجاهد أبو محمد وسط أسرة فلسطينية ملتزمة تعرف واجبها تجاه وطنها ودينها وكباقي العائلات الفلسطينية تربى شهيدنا الفارس على موائد القرآن الكريم، وسنة النبي "ص"وكان ممن يحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم.
كان لشهيدنا الفارس أربعة من الأخوة وثلاثة من الأخوات كان لهم جميعاً كالأخ والأب والصديق، يكثر من تفقدهم و زيارة الأرحام.
ولشهيدنا الفارس أربعة من الأولاد وأربعة من البنات، استشهد أحمد ابنه الثاني في 23/2/2002م، أثناء اجتياح العدو الصهيوني لبلدة بيت حانون شمال غزة.
صفات فارس..
تميز شهيدنا الفارس بالعديد من المميزات والصفات التي جعلته رجلاً شهماً كريماً عطوفاً صبوراً يحب الناس ويبغض كل عادٍ ظالم، فكان شهيدنا المجاهد رحمه الله لا يكل ولا يمل من قول كلمة الخير والسعي في نشرها، والعمل على إخراجها من قلبه قبل لسانه.
كان قليل الكلام، لا يتحدث إلا في الشيء الذي يعنيه، بعيداً عن التدخل في أمور أصدقائه وأقاربه إلا التي كان له فيها كلمة.
نعم المربي...
التزم شهيدنا بالصلاة منذ كان شبلاً صغيراً فكان يذهب دوماً مع والده للمسجد، فكان والده يعلمه حب الصلاة والصيام منذ أن كان صغيراً، وكذلك فعل شهيدنا المجاهد أبو محمد 'عيد'، حيث علم أولاده الصلاة والصيام منذ طفولتهم المبكرة، حتى يتعودوا عليها ويقوموا بها ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
عمل شهيدنا الفارس في الأراضي المحتلة عام 1948م، وبعد استشهاد ابنه منعته قوات الاحتلال الصهيونية من دخول المناطق المحتلة من باب العقاب الجماعي التي تستخدمه الحكومات الصهيونية المجرمة من أجل تركيع الشعب الفلسطيني المسلم ولن يكون له ذلك بإذن الله تعالى، ومن ثم انتقل شهيدنا المجاهد للعمل في التجمع الوطني لرعاية أسر شهداء فلسطين، وتدرج بالمناصب حتى وصل إلى عضو لجنة إدارية في التجمع.
موعد مع الشهادة :
فجر 2/10/2004م ومع تواصل الحملة العدوانية على شعبنا في محافظة الشمال، كانت طائرات الاستطلاع الصهيونية تحلق بكثافة في شمال غزة حمايةً للاجتياح الصهيوني على مخيم جباليا ومنطقة شمال غزة، فكان شهيدنا المجاهد من المرابطين على الثغور في منطقة تل الزعتر، حيث أطلقت طائرة الاستطلاع صاروخين على تجمع للمجاهدين استشهد إثرها في هذه الغارة شهيدنا المجاهد عيد محمد شعبان عفانة والشهيد القائد فتحي عبد الرحيم عفانة والشهيد المجاهد محمد حمدان.
تشييع الشهيد إلى مقبرة الشهداء..
خرجت جماهير مخيم جباليا لتشييع كوكبة الشهداء الذين ارتقوا للعلياء جراء الجرائم الصهيونية والإرهاب الصهيوني على منطقة شمال غزة ومخيم جباليا حيث خرج الموكب الجنائزي من مسجد الشهيد عز الدين القسام لتنطلق باتجاه مقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا ومن ثم ليوارى الشهيد المجاهد الثرى ويرتقي إلى العلياء بإذن الله ليلحق بفلذة كبده الشهيد وبمن سبقه من الشهداء الأطهار.
رحم الله الشهيد وكل الشهداء وأسكنهم فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء ...