الشهيد الثائر ... قائد سرية الاقتحام والانتقام
الشهيد القائد المجاهد/ حازم ياسر إرحيم (أبا حذيفة)
قائد سرايا القدس في حي الزيتون بقطاع غزة
(استشهد مساء يوم الخميس، الخامس من جمادى الثانية 1425 هـ، الموافق 22/7/2004م)
الميلاد والنشأة
- ولد شهيدنا المجاهد/ "حازم ياسر إرحيم" "أبا حذيفة" في حي الزيتون بمدينة غزة في 8/1/1980م.
- ينتمي شهيدنا الفارس/ "حازم ياسر إرحيم" إلى عائلة مجاهدة (عائلة إرحيم) تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وقد قدمت العديد من أبناءها الأبرار في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين، ومنهم:
* الشهيد المجاهد/ "رامي خليل إرحيم" استشهد بتاريخ (2/4/2004م).
* الشهيد المجاهد/ "محمد ياسر إرحيم" "شقيق الشهيد حازم" استشهد بتاريخ (19/4/2002م).
* الشهيد المجاهد/ "سامي محمد إرحيم" استشهد بتاريخ (29/12/1988م).
* الشهيد المجاهد/ "ماهر محمد إرحيم" استشهد في (العام 1969م).
- تتكون أسرة الشهيد من والديه الأكارم، وستة من الإخوة، وأربعة من الأخوات، وقدَّر الله أن يكون الشهيد "حازم" هو الثاني بين أخوته.
- درس شهيدنا المجاهد/ "حازم ياسر إرحيم" في مدرسة (صفد) فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة (الإمام الشافعي)، وأنهي دراسته الثانوية في مدرسة (عبد الفتاح حمود) "يافا سابقاً".
- عمل شهيدنا "أبا حذيفة" مع والده في مهنة "صناعة الطوب"، وكذلك في مهنة "الزراعة" للمساعدة في إعالة أسرته الصابرة.
- واصل شهيد الفارس/ "حازم إرحيم" تعليمه الجامعي، فالتحق بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، لكنه لم يُكمل تعليمه؛ بسبب ملاحقة قوات الاحتلال الصهيوني وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية له.
المشوار الجهادي
- نشأ شهيدنا المجاهد/ "حازم ياسر إرحيم" منذ نعومة أظفاره في مسجد صلاح الدين بحي الزيتون، وكان محافظاً على جميع صلواته في هذا المسجد حتى أصبح أحد أعمدته المشرقة، وساهم في تربية الأشبال الناشئة، حيث كان يُلقي عليهم الندوات والمحاضرات في المسجد، كما قد التزم الصلاة في مسجد الشهيد "حسن البنا" القريب من سكناه حتى لحظة استشهاده.
- عمل شهيدنا الفارس/ "أبا حذيفة" وقت كان طالباً في المدرسة والجامعة في صفوف الجماعة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، وكان أميراً للجماعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية، وقد خاض انتخابات مجلس الطلبة في العام 1998م وكان رئيساً لكتلة الشهيدين (أنور الشبراوي وعبد الله المدهون).
- عمل الشهيد المجاهد/ "حازم إرحيم" مسئولاً عن الجماعة الإسلامية بمنطقة الزيتون، حيث كان رئيساً لمكتب الجماعة الإسلامية في حي الزيتون حتى بدايات انتفاضة الأقصى المباركة في العام 2000م.
- كان شهيدنا الفارس/ "حازم ياسر إرحيم" صاحب قلم، حيث كثيراً ما كان يكتب في صحيفة الاستقلال من أشعار وخواطر، وكان مشرفاً على إصدار مجلة (الفرسان) الطلابية في حي الزيتون، وكذلك (صوت الربانيون) المجلة العسكرية في "سرايا القدس".
- كان شهيدنا المجاهد/ "أبا حذيفة" يتمتع بموهبة الخط الجميل، حيث كان يقوم بكتابة الشعارات الحركية في المدارس وعلى جدران الحي، وفي مناسبات حركية عديدة.
- مع انطلاقة انتفاضة الأقصى في العام 2000م، شارك شهيدنا الفارس/ "حازم إرحيم" في فعاليات المواجهات مع العدو الصهيوني في انتفاضة الأقصى، فكان من الأوائل الذين توجهوا إلى مفترق الشهداء _ البوليس الحربي، حيث استشهد الشهيد الطفل/ "محمد الدرة" فكان يلقي الحجارة والمولوتوف على الجنود الصهاينة، وأصيب وقتئذ في (رقبته)، ولكنه لم يكِلّ ولم يمِلّ، ولم يثنه ذلك عن مواصلة المشوار من جديد.
- التحق الشهيد المجاهد/ "حازم إرحيم" بصفوف "سرايا القدس" مع بداية انتفاضة الأقصى.
- شارك شهيدنا المجاهد/ "حازم إرحيم" من خلال العروض العسكرية لمجاهدي "سرايا القدس" في معظم المناسبات، والاحتفالات التي أقامتها الحركة في منطقته وفي المناطق الأخرى من قطاعنا الحبيب.
- قام الشهيد الفارس/ "أبا حذيفة" بتأسيس (سرية الاقتحام والانتقام) وهي إحدى مجموعات "سرايا القدس" معاهداً الله على الانتقام لدماء الشهداء الأبرار ومقتحماً بالموت على بني صهيون ما دام حياً يرزق.
صفاته وعلاقته بالآخرين
- كان شهيدنا المجاهد/ "حازم ياسر إرحيم" مثالاً للتواضع والعنفوان، شجاعاً لا يخاف الموت، عنيداً في المواقف الرجولية، لا يخشى في الله لومة لائم.
- كان شهيدنا الفارس/ "أبا حذيفة" استشهادياً، عشق الجهاد وعشق الشهادة حتى باتت كل مطلبه، وكل أمانيه.
- كان الشهيد المجاهد/ "حازم إرحيم" يكثر من الصلاة وقيام الليل والدعاء... وفي الميدان فارساً مقاتلاً ومرابطاً في سبيل الله، عين تبكي من خشية الله... وعين تحرس في سبيل الله.
- ربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الإخوة في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى.
- قبل يوم من اغتياله شارك شهيدنا المجاهد/ "أبا حذيفة" بفعالية في المهرجان التأبيني الذي أقامته فصائل المقاومة المسلحة للشهيد القائد في حزب الله/ "غالب العوالي" والذي أُقيم في حي الشيخ رضوان بغزة، حيث كان شهيدنا مسئولاً عن تنظيم العرض العسكري الذي أقامته "سرايا القدس".
- ارتبط شهيدنا الفارس/ "حازم ياسر إرحيم" بعلاقات حميمة بالشهداء الأبطال: (شادي الكحلوت، نبيل العرعير، محمود شلدان، أحمد حسان، مقلد حميد، محمود جودة، عزيز الشامي، محمود الزطمة).
- اعتقل شهيدنا المجاهد/ "حازم إرحيم" مرتين في سجون السلطة الفلسطينية، المرة الأولى عندما كان عمره 14 عاماً على خلفية نشاطه الحركي في الجهاد الإسلامي، والثانية عند جهاز الأمن الوقائي أثناء قيامه بمهمة جهادية لرصده أحد المواقع الصهيونية خلال انتفاضة الأقصى، فكان له شرف التعرف في السجن على الشهيد القائد/ "جهاد العمارين" مؤسس كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة.
- يعتبر الشهيد القائد/ "حازم ياسر إرحيم" من القادة الميدانيين البارزين في "سرايا القدس"، وقد خطط الشهيد "حازم إرحيم" للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، كما أشرف على _ وشارك بنفسه في _ تنفيذ بعض تلك العمليات.
استشهاده
بعد العملية البطولية التي نفذها مجاهدو "سرايا القدس" الأبطال في حي الزيتون، أثناء الاجتياح الأخير بتاريخ 12/5/2004م، حيث تمكن الشهيد المجاهد/ "فوزي المدهون" من تفجير ناقلة الجند الصهيونية، وبإشراف مباشر من الشهيد القائد/ "حازم إرحيم"، تلك العملية التي قُتل فيها ستة جنود من سلاح الهندسة الصهيوني، وقام بعدها الشهيد "حازم" باحتجاز رأس جندي صهيوني وبعض الأشلاء للجنود الصهاينة؛ أعلن العدو الصهيوني بعدها عن اسم الشهيد/ "حازم إرحيم" بأنه مطلوب رقم واحد حياً أم ميتاً وأنه لن يفلت من (العقاب) .
وفي مساء الخميس الخامس من جمادى الثانية 1425هـ، الموافق 22/7/2004م، كان شهيدنا القائد/ "حازم إرحيم" يستقل سيارته ومعه مرافقه ومساعده الشهيد المجاهد/ "رأفت أبو عاصي" حين باغتتهم الطائرات الحربية الصهيونية من طراز (F16)، في منطقة الزيتون، وأطلقت عليهم صاروخين حاقدين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المجاهدين/ "حازم ورأفت".
وفي موكب مهيب تم تشييع الشهيدين إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء. هذا وقد عاهدت "سرايا القدس" في بيان لها أبناء شعبنا المعطاء على الانتقام والرد الموجع بإذن الله.