يا من تركتم الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، وتثاقلت هممكم إلى الأرض، ها هو الفارس المقدام المجاهد العابد الزاهد محمد عبد المطلب العجوري يرتدي ثوب الجهاد ويصعد إلى صهوة جواده ليجاهد ويدافع عن أبناء شعبه وأرضه ووطنه مقبلاً غير مدبراً، تاركاً الدنيا بنعيمها وزخرفها من أجل جنة عرضها السماوات والأرض، إنه الشهيد الفارس محمد عبد المطلب العجوري ابن السابعة عشر من العمر، والذي استشهد أثناء التوغل الصهيوني لمنطقة أبراج حي الندى القريبة من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
المولد والنشأة:
ولد شهيدنا الفارس/ محمد عبد المطلب العجوري في مشروع بيت لاهيا عام 1987م وتلقى تربيته الإيمانية والجهادية في أكناف أسرة فلسطينية مكونة من تسعة أفراد مهجرة من بلدتها الفلسطينية (نجد) بفعل الإجرام والإرهاب الصهيوني المدعوم دولياً، والذي يخوض حرباً استئصالية بلا هوادة ضد شعب فلسطين الأعزل.
المراحل الدراسية:
لقي شهيدنا دراسته في مدارس وكالة الغوث في مخيم جباليا، فكان طالباً متفوقاً في دراسته، فدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور ابن رشد الابتدائية (ج)، ومن ثم أكمل دراسته في المرحلة الإعدادية في مدرسة ذكور جباليا الإعدادية (ج) للاجئين وواصل شهيدنا رحمه الله مسيرته في المرحلة الثانوية ودرس في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح الثانوية (أ) للبنين وقد استشهد محمد وهو في السنة الثانية من المرحلة الثانوية، فأفتقده أصحابه وزملاؤه في الفصل، وترك محمد فراغاً كبيراً بينهم.
صفاته:
تميز شهيدنا المجاهد بشخصيته الهادئة والمتواضعة والكاظمة للغيظ والعافية عن الناس، والأنيقة في ملبسها ومظهرها.
حافظ شهيدنا على صلاة الجماعة في مسجد الشهيد عز الدين القسام وخاصة صلاة الفجر منها وكان يداوم على صيام يومي الاثنين والخميس، وعلى صلاة قيام الليل.
كما حافظ شهيدنا على حضور حلقات القرآن ودورات الفقه والتفسير داخل المسجد هذا إلى جانب التزامه أيضاً في الفرق الرياضية داخل المسجد كلعبة الكراتيه.
أحد أصدقائه يتحدث:
ومن حياة الشهيد محمد يحدثنا أحد أصدقائه قائلاً: «لقد كان محمد أحسن إخوانه التزاماً وتربية، يقوم بعمل الخير فيعطف على الصغير ويحترم الكبير، فما ترك محمد جنازة إلا وشارك فيها في هذه الانتفاضة المباركة، حيث شارك محمد في آخر جنازة وهي جنازة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي». ويضيف قائلاً: «لقد تمنى محمد في ذلك اليوم أن يستشهد وتخرج له جنازة مثل جنازة الرنتيسي التي شارك فيها».
نشاطه الحركي والجهادي:
عمل محمد في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وإطارها الطلابي الجماعة الإسلامية في مشروع بيت لاهيا منذ صغره وكذلك في العديد من النشاطات الدعوية وعلى اختلاف أنماطها.
وفي انتفاضة الأقصى واصل الشهيد المجاهد محمد مشواره وأكمل نهجه الجهادي حيث التحق في صفوف سرايا القدس وعمل حيث عمل في وحدة الرصد والاستطلاع في شمال غزة، ويحدثنا أحد المقربين من الشهيد أن محمد كان يخرج لصد أي عدوان على مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.
الاستشهاد:
وبعد صبر وثبات على المحن والابتلاءات، جاء موعد محمد مع الشهادة والتضحية بالنفس في سبيل الله، ففي يوم الأربعاء الموافق 21/4/2004م، توغلت قوات الاحتلال الصهيونية مدعومة بعشرات الدبابات بالقرب من حي الندى شمال قطاع غزة، وبعد أن سقط الشهداء والعشرات من الجرحى نهض محمد واستعد لمواجهة العدو فتوجه لتلك المنطقة ذاتها ولكن قبل خروجه من المنزل تحدث بعبارة لأخيه الأكبر قائلاً: «سأموت كما أتمنى»، فتقدم محمد الصفوف ليواجه دبابات العدو بجسده الطاهر إلا أن قناصات العدو الصهيوني تصدت له فأطلقت عليه رصاصتين أصابته في القلب ونقل محمد لمستشفى الشهيد كمال عدوان، ويرتقي هناك شهيداً ويلحق بكوكبة الشهداء الخمسة عشر الذين ارتقوا خلال عملية التوغل الصهيوني لمنطقة أبراج حي الندى شمال قطاع غزة. حيث شيع جثمان الشهيد مع ثلاثة من إخوانه استشهدوا في اليوم نفسه في عرس شهادة مهيب بعد الصلاة عليهم في مسجد العودة وسط مخيم جباليا.